نتيجة لشعور "مجموعة من الشباب الثوري الناشط على الأرض في حلب المحررة والمنتمين لأحياء مختلفة منه" بالحاجة إلى العمل الجماعي المنظم وسط الفوضى الهائلة التي تعصف بتلك المناطق، تأسّس فريق "صنّاع الحياة" من كل من: عماد حسو، شامل الأحمد، عبد القادر زلخة، سليمان أيوب، صقر الخضر، وعد الخطيب.
الفريق الذي بدأ أول حملة له في أيلول الماضي، لخص رؤيته وعمله لـ حكاية ما ما انحكت، "بالقيام بالحملات الإعلامية والتخطيط والتنفيذ لمشاريع التنمية البشرية لبناء مجتمع مدني صحي ومتماسك"، حيث ركز أول فعل لهم على العناية بأبناء الشهداء ورعايتهم تحت اسم "لحتى يكونوا بخير"، عبر عدد من الأنشطة، جاء أحدها تحت اسم "تنمية القدرات العقلية وتخفيف الآثار النفسية للحرب على أبناء الشهداء"، ليشارك به أكثر من خمسين يتيم تم تقسيمهم إلى ثلاثة أقسام في مبنى مدرسة نابلس في حي طريق الباب, للقيام بنشاطات معهم لمدة ساعة ونصف يوميا شملت الرسم والغناء والألعاب الترفيهية ذات البعد الإنمائي للقدرات العقلية للأطفال.
وتم إتباع الأمر بإطلاق حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حملت الاسم نفسه "لحتى يكونوا بخير" ضمت منشورات وبوسترات تحض على الاهتمام بالطفولة، من خلال صور الأطفال المرفقة بعبارات من نوع " حلب: كل ساعتين ونصف ساعة يصبح طفل يتيم. أبناء الشهداء أمانة في أعناقكم"، إضافة إلى برومو ركز على وضع الأيتام وعددهم، حيث بلغ عددهم الكلي في مدينة حلب 9177 ، منهم 30 بالمئة دون الخمس سنوات وعدد المكفولين منهم 3500، علما أن العدد يتزايد كل ساعتين ونصف بمعدل طفل وفقا لأرقام الفريق.\
ويعمل الفريق اليوم على تقديم الدعم اللوجستي والمادي لمدرسة "أزهار الحرية" في منطقة الحلوانية.
صعوبة التحرك في حلب " المحررة" تشكل أهم العقبات أمام الفريق مما يضطرهم للتواصل مع بعضهم في أغلب الأحيان عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى أن غياب الجهات الداعمة بشكل كامل للفريق يمثل عقبة أخرى تجعل الفريق في عملية بحث دائمة عن إيجاد داعمين لمشاريعهم على الأرض إذ يسعون دائما لتوسيع مروحة الداعمين بدلا من الاقتصار على جهة واحدة.
ولكن رغم كل الصعوبات يبدو الفريق مصمما على "الاستمرار في تحقيق هدفنا في الوصول إلى مجتمع مدني متماسك قادر على الإبداع والإنتاج، وذلك من خلال جميع النشاطات والمشاريع التي نقوم بها" كما يقول أحد أعضاء الفريق لـ "حكاية ما انحكت".
"صنّاع الحياة": شباب سوري أدرك قيمة العمل وفعل الممكن بدلا من الصمت، فسعوا للتحرك علّهم يصنعون البسمة والفرحة ويضعون اللبنات الأولى في طريق طويل وصعب، ولهذا اختاروا اسما يشبههم ساعين لصنع حياة ما من قلب هذا الدمار، متحدين بذلك كل اليأس والفناء وساعين لصناعة إشراقة صبح سورية يحلمون برؤيتها.